إنفلونزا الخنازير.. تمنع العناق والتقبيل
يعتبر المسلمون العيد فرحة كبيرة، حيث تتجلى بهذه المناسبة أسمى آيات التعاون والترابط بين أفراد المجتمع بشكل عام وأفراد الأسرة بشكل خاص، ففرحة عيد الفطر تأتي بعد إتمام صيام هذا الشهر الفضيل والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون المؤمن العابد فرحا بهذه المناسبة، وهذا الأمر قد حثنا عليه ديننا الحنيف وطالب المسلمين كافة بإظهار السرور بشكل علني وواضح وهذا ما أكده العلماء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال أنس رضي الله عنه: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووجد يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر".
ولذلك يحرص المسلمون على إحياء هذه المناسبة الدنية وفق عادات كل منطقة، فنحن في الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص يبدأ العيد لدينا مع التكبير وأداء صلاة العيد وبعد الانتهاء من الصلاة يبدأ الناس بتهنئة بعضهم البعض في المساجد بالأحضان وتبادل القبل والمصافحة باليد والبعض يلجأ إلى تقبيل الأنف، ولكن هذا العيد فقد هذه العادة بشكل ملفت بسبب الخوف من انتقال إنفلونزا الخنازير وخصوصا أن الجهات المعنية قد قامت بتكثيف إعلاناتها من خلال وسائل الإعلام سواء في التلفزيون أو في الإذاعة مؤكدة ضرورة تجنب تبادل القبل والاكتفاء بالمصافحة لتتفادى انتقال هذا المرض، وقد أوجدت هذه التوجيهات والنصائح بعض الهلع بين الناس وعلى الأخص الأطفال فما إن تقع أعينهم على شخص يعاني من أعراض الإنفلونزا حتى شرعوا بالهرب مبتعدين عن هذا المريض حتى لايصابوا بإنفلونزا الخنازير، وهذا الأمر لم يقتصر على الصغار فقط بل امتد إلى الكبار أيضا لأن البعض فضل الالتزام بنصائح وزارة الصحة واكتفى بالمصافحة فقط بينما كان البعض يهنئ بالأحضان والقبل غير مكترث بتلك النصائح على اعتبار أن كل ما يتردد بين الناس هو أمر مبالغ فيه.
العودة إلى المدارس وملابس العيد
على الرغم من إغلاق عدد من المدارس الخاصة وتأجيل الدراسة في المدارس الحكومية بسبب إنفلونزا الخنازير واكتشاف عدد من الحالات المرضية في تلك المدارس، نجد أن الأطفال لديهم فرحتان الأولى ملابس العيد الجديدة والثانية شراء حاجيات المدرسة، فبينما يعمل أولياء الأمور على شراء اللمسات النهائية لملابس العيد تجد أن الأطفال يستغلون الفرصة ويقبلون على شراء حاجياتهم المدرسية حتى يتباهون أمام زملائهم بأنهم قاموا بشراء آخر صيحة من حاجيات المدرسة والتي نزلت بالأسواق بالتزامن مع العيد السعيد.
ولكن فرحة العيد لم تكتمل لدى أولياء الأمور لأنهم مطالبون بتوفير جميع احتياجات العيد ومتطلبات العودة إلى المدارس وهذا الأمر أثر على ميزانياتهم وبشكل كبير جدا.
وتحدث أحد الأطفال الذين التقتهم "أخبار الخليج" في ليلة العيد وقد كان فرحا بشكل كبير بالعيد قائلا: إنني في غاية السعادة بقدوم العيد وانتهاء الجوع والعطش لأن الصيام مع الجو الحار كان متعبا للغاية مما أشعرني بالتعب الشديد كما ان قرار وزارة التربية والتعليم بإغلاق مدرستي وهي مدرسة النور العالمية كان خبرا رائعا جدا فبعد أن شاهدت جميع الاحتياجات المدرسية الموجودة لدى زملائي بالفصل انتهزت الفرصة وأتيت مع والدتي التي ترغب باستكمال كل احتياجاتنا للعيد فقمت بشراء تشكيلة رائعة من الأدوات المدرسية لأتفوق بها على أصحابي وزملائي.
العيدية والأزمة العالمية
وتعتبر العيدية من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد وهي عادة جميلة ورسالة حب وود تدل علي التكافل الاجتماعي والشعور بالآخرين وإسعادهم فينتظرها الأطفال مع أول أيام العيد ليتباهوا ويتفاخروا فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود، ولكن في هذا العيد تقلص مبلغ العيدية فقد بدأت هذه الأزمة تلوح في الأفق في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك حيث انقرضت فئة النصف دينار وتلتها فئة الدينار بينما كانت فئة الدنانير الخمسة والعشرة متوافرة بكثرة ومن جهة أخرى تجد أن البنوك لم توفر أوراق نقدية جديدة بعدد كبير مما أثار هذا الأمر استغراب الزبائن ممن اعتادوا على صرف مبلغ العيادي في نفس الفترة من الأعوام السابقة ويعتقد الزبائن أن هذا النقص بسبب الأزمة العالمية ومن جهة أخرى تجد ان العودة إلى المدارس كانت السبب الرئيسي في تقليص ميزانية العيادي وزيادة الطلب على فئة النصف دينار.
وقال أحد الأطفال إن العيادي في هذا العام قليلة جدا وذلك مقارنة بالأعياد السابقة وقد أصيب بالإحباط الشديد لأن مشاريعه وخططه قد باءت بالفشل.
زحام خانق على صالونات الحلاقة الرجالية
وتشهد صالونات الحلاقة الرجالية إقبالا شديدا مع إعلان هلال العيد حيث تشهد ازدحاما كبيرا ويبدأ الرجال بمختلف أعمارهم بالتجمهر أمام باب الحلاق حتى يحصلون على دورهم وقد يستمر هذا الزحام حتى ساعات الفجر الأولى ليتوقف بضع ساعات ويعاود مجددا بعد صلاة العيد وهذا الأمر دفع البعض إلى إبرام الاتفاقيات مع العاملين في الصالون والاتصال بهم قبيل افتتاح المحل في صبيحة نهار العيد، لتجنب ساعات الانتظار الطويلة والمملة لأن الزحام الشديد يتسبب في مشاكل وخلافات بين الزبائن فكل شخص يرغب في الحصول على مظهر لائق وحلاقة متميزة من دون الانتظار فترة طويلة.
حلويات العيد
تعتبر الحلوى البحرينية والمكسرات والمتاي والشوكولاتة من أهم مظاهر العيد لذلك تحرص المحلات على إعدادها قبل العيد بيومين استعدادا لاستقبال هذه المناسبة فيما يبلغ الزحام أشده في ليلة العيد، ويكون الطلب متركزا أكثر على الحلوى بنوعيها الحمراء والخضراء وفق رغبة كل زبون، وبالنسبة إلى محلات بيع الحلويات والشكولاته يعتبر موسم العيد من أهم المواسم لذلك يحرص كل محل على التفنن بأنواع مختلفة من الحلويات بما يتناسب مع قدرات الزبائن المادية.